(البحر الراجف) محدود من الغرب بـ(وستروس)، ومن الجنوب بـ(إسوس)، ومن الشمال بصحراء الجليد والثلج المتجمدة التي يُطلق عليها البحارة اسم (القفر الأبيض)، ومن الشرق بأراضٍ وبحار مجهولة.
قد لا يُعرف أبدًا المبلغ الحقيقي لهذا المحيط الشاسع البارد الموحش، فلا أحد في (الممالك السبع) توغَّل شرقًا أبعد من (الألف جزيرة)، فيما يواجه من يغامرون بالتوغُّل شمالًا رياحًا عاتية وبحارًا متجمِّدةً وجبالًا جليدية من شأنها أن تحطم أقوى السفن.
من بين كائنات (البحر الراجف) الغريبة المذهلة جميعًا، فأعظمها تنانين الجليد. يُقال إن تلك الوحوش الهائلة، التي تفوق تنانين (ڤاليريا) حجمًا عدة مرَّات، مخلوقة من الجليد الحي، ولها أعيُن من البلور الأزرق الشاحب وأجنحة منبسطة شبه شفافة، يُمكن من خلالها رؤية القمر والنجوم وهي تدور في السماء. وبينما تنفث التنانين التقليدية النار، فإن تنانين الجليد تنفث البرد، بردًا قارسًا من شأنه أن يُجمِّد المرء عن آخره في أقل من لحظة.
حين تُقتل تنانين الجليد فإنها تذوب، ولذا فلا دليل فعليًّا هنالك على وجودها.
تنشروا المزيد شكرا احسن