"شق النداء هواء الليل وسط صريخ ألف غداف , وتحت الأشجار أستقر رجل مكسو من رأسه إلى قدميه بالأسود و الرمادي المرقعين على متن إلكة"
(ذو الدين الباردتين) . اكثر الغاز غموضا في الروايه . ..و أحد اطراف تبادل الآراء الطويله في التنقيب عن هويه هذا الشخص الغريب , فمنذ ظهوره في الكتب خصوصا في الكتاب الثالث "عاصفه السيوف" و النظريات و الفرضيات رفضت ان تتوقف , بتوصيل النقاط في فصول ظهوره مع النقاط أخرى أنتجت إمكانيه أن يكون عده شخصيات رشحها القراء , و لكن بعضها ليست منطقيه و تفتقر لشيء ما .. شيء يثبت صحتها . و البعض منها رفضها (جورج آر آر مارتن) نفسه مثل إمكانيه أن يكون (بنجن ستارك) , الشخصيه التي أختفت منذ الكتاب الأول قد تكون مرشحه في أن يكون هو فعلا , لكن (جورج) قال لا , إلا ان بعض القراء متمسكين بانه هوه بطريقه ساذجه و أن (جورج) يخدعهم , بجانب الاراء المتعلقه بكونه قد يكون "ملك الليل" القائد العام للحراسه الليلية الثالث عشر و البعض اجزم بأنه "الغراب ثلاثي العين" نفسه أو السير (وايمار رويس) و غيرها من الشخصيات التي حقيقاً تفتقر إلى الإثبات نوعا ما وتتعارض مع النقاط التي ظهر بها , لكن ماذا إذا حللنا الشخصيه بطريقه مفصله؟ .. الفكره السائده الوحيده في شخصيه (ذي اليدين الباردتين) هو بانه عضوا من "الحرس الليلي" بثلاث أسباب رئيسية على حسب نقاط القراء , أولاً ملابسه السوداء , فـ تقريبا لا أحد يرتدي الأسود قرابه جنوب "الجدار"و شماله إلا اعضاء "الحرس الليلي" , ثانياً مناداته لـ(سام تاريلي) بـ"أخي" , وهو التقليد العام في "الحرس الليلي" لقرون مضت , فجميع الاعضاء أخوه , ثالثاً معرفته الدقيقه بممرات "قلعه الليل" و كيف قاد (سام) و (بران) إلى "البوابه السوداء" السريه , لكن رغم ذلك ظلت هويته غير معروفه .. فجميع هذه النقاط بمثابه رؤوس أقلام ليس إلا .. والحل هو تحليل شخصيته بتفصيل اعمق
اولاً : (ذي اليدين الباردتين) يتكلم اللغه الحقه
اللغه الحقه هي لغه "أطفال الغابه" التي يجهلها البشر كما قالت "ورقه الشجر"
" اسمنا في اللُّغة الحقّه يعني اللذين يترنَّمون بأغنيَّة الأرض"
لغه غير مفهومه لدى الجنس البشري , (بران) سمع (ذي اليديدن الباردتين) يتكلم بلغه جهل (بران) معناها , و ذلك عندما شن ليذبح الألكة لهم حيث شاهد (بران) ما يلي :
"ركعَ ذو اليدين الباردتين إلى جوارها فوق كومه الثلج و تمتم بصلاه ما بلغه غريبه وهو يشق حلقها"
وهذه علامه واضحه على مقدره (ذو اليدين الباردتين) في إمكانيه تكلمه بتلك اللغه التي لا يستطيع ان يتكلمها أو يفهما البشر كما وضح (بران) ذلك عندما قال عن "أطفال الغابه" :
"إن الأسم اللذين يطلقونه على أنفسهم يعني اللذين يترنمون بأغنية الأرض في اللغه الحقه التي لا يستطيع أن يتكلمها إنسان لكن الغدفان تتكلمها"
الغدفان تتكلمها ؟ وهو ما رأها (بران) الذي بدء فعلا ينقب لنا حول خيوط هويه (ذو اليدين الباردتين) لنا حيث تم ذكر في احد افصول بأنه فعلا يتكلم مع الغربان وهو ثاني دليل على قدره (ذو اليدين الباردتين) في إمكانيه تكلمه بتلك اللغه , حيث وصف (بران) الغدفان كالتالي :
"نصف دسته لا أكثر من الغدفان , تطير من شجرة إلى شجرة أو تستقر على قرون الإلكة , في حين تسبقهم بقيه السرب أو تتخلف عنهم , لكن حين تنخفض الشمس في الأفق تعود و تنزل إلى السماء بأجنحه بسواد الليل , إلى أن يمتلئ كل فرع من كل شجره بها على مسافة ياردات و ياردات حولهم. بعضها يطير إلى الجوال و يتمتم له"
إذا لا مناص في ذلك , (ذو اليدين الباردتين) يتكلم فعلا اللغه الحقه التي يجهلها البشر , و السؤال الان , اذا فعلا البشر يجهلون هذه اللغه , فكيف لـ(ذو اليدين الباردتين) على علم بها ؟
لنعد قليلاً إلى السبتون (بارث) و ما ذكره عن" اللغه الحقه" و "أطفال الغابه" و "البشر الأوائل" في كتاب "عالم الجليد و النار" حيث تم ذكر ما يلي من ترجمتي الخاصه :
"صرح السبتون بارث بإن أطفال الغابه يمكنهم التحدث إلى الغدفان و يجعلونهم يرددون كلماتهم . وفقا لبارث , تم تعليم البشر الاوائل هذا اللغز العالي من قبل الأطفال حتى تتمكن الغدفان من نشر الرسائل على مسافات بعيده"
اذا الامر واضح , فإن "البشر الاوائل" تعلموا فعلا هذه الميزه العظيمه من "اطفال الغابه" . ولكي اقطع الشك باليقين فإن "الغراب ثلاثي العين" قد أوضح ذلك في نقاشه مع (بران) حيث قال :
"المغنون هم من علموا البشر الأوائل إرسال الرسائل عن طريق الغدفان ... لكن في تلك الأيام كانت الطيور تنقل الرسائل شفاهه. الأشجار تتذكر ,أما البشر فينسون"
إذا قد يكون (ذو اليدين الباردتين) فعلا كان يتحدث إلى الغدفان لتصتقصي له الطريق و تأمينها له من المخاطر لكي يكون مستعدا لمواجهتها , و لكن هذه الميزه سحيقه جدا و عتيقه و خاصه بـ"البشر الأوائل" و قد أندثرت منذ قرون و قرون مضت مثل ما قال "الغراب ثلاثي العين" .. "البشر فينسون" .. فكيف لـ(ذي اليدين الباردتين) على علم بها إلى الان ؟ .. هل هذا يعني بأنه من "البشر الأوائل" فعلا ؟ ..
ربما .. لم لا .. جميعنا يعلم تفاصيل (ذو اليدين الباردتين) بانه حي و ميت في آن واحد و (ورقه الشجر) تكلمت عنه في أحد الفصول و ذكرته ما يلي :
"لقد قتلوه من زمن طويل"
و (ورقه الشجر) صرحت بانها تبلغ 200 عام عندما قالت:
لقد ولدت في زمان التنين, و طيلة مئتي عام جبت عالم البشر كي أشاهد و أستمع و أتعلم"
إذا انها اكبر من "الغراب ثلاثي العين" نفسه , و مقولتها بـ"لقد قتلوه من زمن طويل" دلاله أنهم فعلا قتلوه من زمن قديم قديماً فعلا , فإذا (ورقه الشجر) صاحبه الـ200 عام تقول بأنه قديم .. فكيف سيكون قدمه بالنسبه للبشر ؟ .. قد يكون فعلا (ذواليدين الباردتين) اقدم من (ورقه الشجر) و واحد من "البشر الأوائل" , الذي من الممكن و المرجح قد يكون ربط وصل في ظهور "الآخرون" , فهو اشبه بهم لحد ما , يحمل طباع الجنسين .. طباع البشر و طباع الاخرون الغريب .. حي و ميت .. في آن واحد
ثانياً : (ذي اليدين الباردتين) مبدل جلده
كما ذكرت أعلاه في إمكانيه أن يكون (ذو اليدين الباردتين) واحداً من "البشر الأوائل" اللذين فعلا يستطيعون التحدث بـ"اللغه الحقه" وفق العلامات التي ذكرتها من الفصول التي ظهر فيها و ربط نقاطه بنقاط اخرى حتى توصلنا إلى النتيجه , و لكن هل فعلا يكفي بان تكون لديك معرفه باللغه الحقه دون شيء أخر ؟ .... ماذا عن تبديل الجلود ؟ , فالتاريخ يذكر ان مبدلين الجلده هم من يحملون دم "البشر الأوائل" وهوه ما تعلموه ايضا من "أطفال الغابه" , قال"الغراب ثلاثي العين" :
"إنسان واحد م الألف يولد مبدل جلده, و مبدل جلده واحد من الألف يصبح نبياً أخضراً"
ولكن ما علاقه تبديل الجلود بفهم اللغه الحقه ؟ .. عندما حاول (بران) أن يتلبس أحد الغربان في الكهف فشل في الأول و فشل في الثاني و لكن الثالث إنصاع له , بمعنى قد فهم مراد (بران) و كان الوصف كالتالي :
"اختار طائراً ثم أخر بلا نجاح, و لكن الغداف الثالث رمقه بعينين سوداوين نبهيتين وحنى رأسه إلى جانباً و نعب , وفي غمضه عين لم يعد بران صبيا ينظر إلى غداف إنما صار غدافاً ينظر إلى صبي"
اذا من الواضح ان (بران) تواصل مع الغداف الأول والثاني لكنهم رفضاه و الثالث خضع له , قد يكون أن (بران) كونه مبدل جلده يستطيع فهم الغداف الذي يفهم اللغه الحقه ولكن (بران) كونه متدرب جديد لم يلاحظ ذلك حتى عندما تلبسه أراد (بران) أن يتكلم و لكنه نعب بصوت الغداف , اي المعنى بأن نعيب الغدفان أحدى طرق التواصل باللغه الحقه و التي فعلا (بران) يفهمها قليلا و لكن كونه متدرب جديد يحتاج إلى تدريب أكثر فوصف عندما تلبس الغداف هكذا :
"حين حاول أن يتكلم خرج كلامه صرخه"
وهناك دليل أخر على فهم (بران) لنعيب الغدفان , ولكن مثل ما ذكرت (بران) لا يزال صغيراً بالسن و يحتاج إلى تدريب لكي يلم بكل شيء , عندما كان (ذو اليدين الباردتين) يتكلم مع الغربان (بران) فهم قليلا نعيبها له حيث وصف كالتالي :
"بعضها يطير إلى الجوال و يتمتم له, و يبدو لبران بأنه يفهم نعيبها وصياحها. إنها أعينه و آذانه, تسكتشف له الطريق و تهمس له بما أمامنا و خلفنا من أخطار"
إذا من خلال هذه النقاط فإن "مبدل الجلده" يستطيع فهم "اللغه الحقه" فعلا . وهذا ما اوضحه (بران) في الكهف و تعامل (ذو اليدين الباردتين) في التحدث مع غربانه , إذا خلاصه هذا التنقيب حاليا إمكانيه أن يكون (ذو اليدين الباردتين) أحد مبلدين الجلود من البشر الأوائل , و لكن ميزه تبديل الجلود ميزه عظيمه و (جورج أر أر مارتن) ذكر شخصاً واحدا فقط من "البشر الأوائل" لديه ميزه التبديل وهي "ورده البحيره الحمراء" إبنه الاسطوره "جارث ذو اليد الخضراء" ولم يذكر غيرها .. إذا لا يزال تنقيب مستمر
ثالثاً : (ذي اليدين الباردتين) هو (براندون البناء)
بالرغم أن (جورج) لم يذكر مبدل جلد من "البشر الأوائل" سوى "ورده البحيره الحمراء" , لكنه من جهه اخرى ذكر أحداً يستطيع التكلم باللغه الحقه أو تعلمها , فحيل (جورج) لا تنتهي و دائما ما يستخدم نقاط ناقصه تكملها نقاط ناقصه أخرى , وهو (براندون البناء) , فـ المايستر (شيلدر) كتب كتاب بعنون "ملوك الشتاء , أو اساطير و أنساب ستارك أبناء وينترفل" و ذكر مقتطف من الكتاب في كتاب "عالم الجليد و النار" ما يلي من ترجمتي الخاصه :
" ملوك الشتاء , أو اساطير و أنساب ستارك أبناء وينترفل للمايستر شيلدر يحتوي جزء من أغنيه أسطوريه تحكي عن الوقت الذي طلب فيه براندون البناء مساعدة الأطفال أثناء إقامه الجدار. تم أخذه إلى مكان سري للقائهم و لكنه عجز في فهم كلامهم بدايه الأمر. الذي وصف كانه ترنيمه حجر سقط في جدول , أو ريح عبر الأوراق , أو مطر ينهمر على سطح ماء. الطريقه التي تعلم بها براندون في فهم كلام الأطفال هي قصه بحد ذاتها"
من خلال هذا الاقتباس تبين أن (براندون) استطاع فهم "اللغه الحقه" فعلا , و لا شك ان (براندون) مبدل جلده أو اصبح مبدل الجلد لكي يفهم لغتهم و المايستر (شيلدر) قال " الطريقه التي تعلم بها براندون فهم كلام الأطفال هي قصه بحد ذاتها" , قد يكون الطريقه المقصوده هي تبديل الجلود الذي لا تستطيع ان تفهم لغه "أطفال الغابه" ما دمت لا تتقنها , وهي الطريقه التي كان يقصدها (شيلدر) بأنها قصه بحد ذاتها
إذا .. هل (ذي اليدين الباردتين) هو (براندون البناء) حقا ؟ , قد يكون البناء هو أول بشري يستطيع فهم اللغه الحقه و التكلم بها و هذا ما كان واضح في "ذي اليدين الباردتين" الذي كان خبيراً فيها , و يتضح ان (ذي اليدين الباردتين) لديه علاقه كبيره مع "أطفال الغابه" و كذلك (براندون) الذي عقد إتفاق معهم في بناء الجدار .. هل حقا (براندون) هو فعلا (ذي اليدين الباردتين) ؟ ... و إذا كان هو فعلا .. لا تزال هناك بعض الجوانب الغامضه .. كيف مات (براندون البناء) ؟ .. لان (ذي اليدين الباردتين) ميت .. إذا التنقيب لا يزال مستمر
هل هناك شخصيه يمكن ربطها بـ(براندون) لكي يسهل التنقيب في إمكانيه كونه (ذي اليدين الباردتين) ؟
رابعاً : (ذي اليدين الباردتين) هو (براندون البناء- البطل الأخير)
لنتذكر مره اخرى كيف وضح المايستر (شيلدر) مقتطف (براندون البناء) في كتابه حيث قال عن "الوقت الذي طلب فيه براندون البناء مساعدة الأطفال" وهذه هي الشفره التي استغلها القراء في إمكاينه أن يكون "البطل الأخير" هو (براندون البناء) فعلا . ففي أحد فصول (بران) في الكتاب الأول "لعبه العروش" ذكر شيء عن "البطل الاخير" بلسان (العجوز نان) التي قالت وهي تحكي القصه :
"قرر آخر الابطال الاستعانه بأطفال الغابه آملاً أن يفلح سحرهم القديم في إستعاده ما فقدته كل جيوش البشر"
إذا من خلال قصه (العجوز نان) يتبين ان "البطل الأخير" استعان بمساعده"أطفال الغابه" وهو ما فعله كذلك (براندون البناء) الذي استعان بهم في لبناء "الجدار" , القصه يقدر عمرها 10 آلاف عام و تحمل كم هائل من الإضطرابات فعلا . قد يكون (براندون البناء) هو فعلا "البطل الأخير" و قصه الإستعانه هي نفسها و لكن تداولها قد فصل معناها , ناهيك أن (براندون البناء) عاش في تلك الحقبه بمعركه "من أجل الفجر" وكذلك "البطل الأخير" الذي كان قائدها . و اساسا "الحرس الليلي" تكونت بعد أن وصل "البطل الأخير" إلى "أطفال الغابه" حيث ذكر ذلك في كتاب "عالم الجليد و النار" كتالي :
"وحيد وصل أخيراً إلى الأطفال, على الرغم جهود المشاه الأبيض , وجميع الحكايات تتفق بأنها كانت نقطه تحول. بفضل الأطفال, أجتمع الرجال الأوائل في الحراسه الليلة معاً و تمكنوا من القتال – و الأنتصار – في معركه من أجل الفجر"
التحليل اعلاه يبين أن (براندون البناء) هو "البطل الأخير" و لكن الحكايات فصلتهم و قد فعل (جورج) مارتن في (آزور أهاي) في "إيسوس" بالمثل , الذي يمتلك عده اسماء كذلك "محارب الضياء" , "إبن النار" , "محارب النار" ,"هيروكون البطل" , "ين تار" وغيرها من الأسماء , و البعض يعتقد بأنهم أبطال مختلفين و البعض يؤمن بانهم جميعهم شخص واحد وهو (آزور أهاي) و هذه ليس إلا اسماء فصلتها الحكايات مثل (براندون = البطل الأخير) ..
"البطل الأخير" هو من قاد في قتال "الأخرين" في "الليله الطويله" بالرغم من خسارته لبعض رفقائه و إنكسار سيفه مثل ما تقول الحكايات , فمن اكثر منه سيكون مهتم ببناء "جدار" ليحمي البشر ؟ ..
(براندون البناء = البطل الأخير) أمضى حياته المتبقيه عند "أطفال الغابه" . فالشخصيتين إلا الأن لم يذكر عن نهايتهما رغم إشتهارهما , فالمرجح أن قُتل من "الأخرين" و لكن "أطفال الغابه" ساعدوه .. و ظل في خدمه عالم البشر .. بهيئه "ذي اليدين الباردتين"
لا أحد يلعم إلى الأن من تكون هويه (ذو اليدين الباردتين) , هل كانت التوقعات صائبه في تحليل شخصيته ؟ هو هو "القائد الثالث عشر" ؟.. أوالسير (وايماررويس) ؟ ... أو (براندون البناء) ؟ .. أو فعلا (جورج) خدع معجبينه في إنكاره كونه (بنجن ستارك) ؟.. لا يمكن التكهن في كل هذه الامثله ..في الإنتظار إذا سيضيف (جورج) تفاصيل أخرى للكشف عن هويته
أو ربما غير ذلك .. لن يكشف عن شيء ... و (ذي اليدين الباردتين) مجرد شخصيه لها دور في تسلسل الأحداث و ليس بالضروره الكشف عنه !
Comments