"دراجونستون" .. اصبحت مهد بيوض التنانين التارجيرية منذ ان وطئ (إينار تارجيريان) قدمه عليها ، بدون (باليريون الرعب الأسود) ، قرابه جميع تنانين (آل تارجيريان) فقست بيوضها في تلك الجزيرة الدخانية ، ليتسيد بها ساده التنانين عن طريق امتطائها ،فعلى مدار ٣ قرون وحتى قبلها ، و (آل تارجيريان) يحكمون سماء "وستروس" بوحوشهم الطائره ، فالعرف السائد المعروف ان المولود التارجيري يرتبط بتنينه منذ صغره ، وبرهن على ذلك الملك العجوز (چيهريس تارجيريان الأول) الذي كلما رُزق بمولود وضعه بيضه تنين في مهد طفله ، سرد واضح و مبين ، ان الدماء الڤاليريه و ارتبطاها بالتنانين كفيله بمقارنتها بدماء البشري العادي مع فرسه .. فالتنانين تنصاع لسادتها الڤاليريين ... وهل كان فعلاً كلهم كذلك ؟
على اختلاف جميع التنانين في "دراجونستون" ، ٣ تنانين كانت مغايره عن بقيتها ، في العادات المعروفه للتنانين وحتى ربما قد يتطرق الأمر في الشكل ايضاً كما نصت اقلام المايسترات في مذكراتهم ، تنانين بريه .. كما اطلق عليها ، كانت موجوده في "دراجونستون" ، ولم تأتي اسمائها تيمناً بشيء ما معروف كالعاده المعروفه في التسميه، بل جاءت اسمائهم بسبب تصرفاتهم الشاذه بحد ذاتها اذا تم وصفها ،(جراي جوست) التنين الرمادي الذي كان صعب العثور عليه ، (شيبستيلر) الذي ادت شراسته في اقتناصه المستمر على أغنام الجزيره ، واخيرا .. اكبرهم و اضخمهم واشرسهم على الإطلاق .. التنين المسمى بـ(آكل لحوم البشر)
لم تكن تسميته جائت من فراغ ، فكان سلوكه يبرهن على معنى تلقيبه بهذا الاسم ، كان اكثرهم عنفهاً و وحشيه ، البعض ادعى ان وحشيته كانت تفوق عظمه (باليريون الرعب الاسود) ، لم يمتطيه احد مثل بقيه التنانين البريه ، رغم ان التناين الاخرى التي على شاكلته تجاهلها المتطيين ايضاً كونها بريه و غالباً ما كانت تعيش في فوهه البركان في جزيرة "دراجونستون" المسماه بـ "دراجنمونت" ، ولكن (آكل لحوم البشر) لم يمتلك احد الحمق الكافي للاقتراب منه بغض النظر عن كونه تنين برياً ، كان يفترس التنانين الاصغر منه حجماً و التنانين حديثه الولادة وتصل به درجات الضروره لأكل بيوض التنانين ايضاً ، لا يردعه احد اذا انقض على بشري و آكله ، وصفه المايستر الرئيس (جايلداين) بأنه أسود بسواد الفحم ، و يمتلك اعين خضراء ، بوصفه يتهيئ للقارئ بانه كارثه بحد ذاته ، لم يحدد بالدقه متى فقست بيضته ، ولكن السجلات تذكر ان التنين البري (شيبستيلر) فقست بيضته في اوائل عهد الملك (چيهريس تارجيريان الأول) ، اي بالتالي ، فـ (آكل لحوم البشر) اقدم بكثير كون ان منظره الضخم يهيئ بانه اكبر سناً من (جراي جوست) و (شيبستيلر) مجتمعين ، بعض العوام ادعى بانه من فصيله مغايره من التنانين المعروفه وهذا يفسر سبب ميول الممتطين عنه ، و ادعوا كذلك بانه يعيش في "دراجونستون" و براكينها حتى قبيل الوصول التارجيري للجزيره ، لو ان مايسترات "القلعه" لهم الشك الكافي في رفض هذه الإدعاءات
ففي سالف الزمان ، اراد الكثيريين من الممتطين ترويضه محاولات بائسه لها الحق الاعلى لوصفها بمحاولات ساذجه ،وفي فوهه بركان "دراجونمونت" سيقع ناظريك على بقاياه العظام البشريه التي توحي ما آل مصيرهم بسببه ! ، عند إندلاع الحرب الأهليه ، كانت الاميره (رينيرا) تمتلك تنانين اكثر من اخاها المدعي (إجون الثاني من أسمه) ! ، تنانين كثيره و ممتطين اقل ! .. حتى ادرك ابن الاميره البكر الموقف ،وهو الامير (جيكيريس ڤيلاريون) عندما نادى على اللقطاء ذو الدماء الڤاليريه الذين اطلق عليهم في القصص بأسم "ذرية التنين" بأن يمتطوا التنانين المتبقيه لدعم قضيه والدته في الحرب ، كان لدى اللقطاء الحكمه الكافيه في عدم الإقتراب من (آكل لحوم البشر) ، ولكن لقيط واحد سلك مساراً منحرفاً مغايراً .. المعروف بـ(دينيس الفضي) الذي ادعى يوماً بانه من ذريه (مايجور القاسي) فـ سول له غبائه في محاوله ترويض التنين البري (شيبستيلر) ، الذي كان يمتلك شراسه كفيله بنعتها بالخطيره ، لو انها اقل رتماً بكثير من (آكل لحوم البشر) ، لينتهي مطاف (دينيس الفضي) بذراع ممزقه بعنف ، وعندما هرع ابنائه إليه ليسعفوه.. نزل عليهم (آكل لحوم البشر) من العدم ! ليصبحوا مع والدهم وجبه له ..
بقي التنين الوحش جاثماً في مكانه لم يجرئ احداً على الاقتراب منه ، مضت سنه على الحرب الأهلية ، توارت خلالها من الاحداث كم لايقدر عدده ، أحداث كادت ان تقلب الموازين و تأثر على مسار الحرب ، اهمها سقوط الملك (إجون الثاني) مع تنينه (سانفاير) بعد العراك التاريخي مع شقيقه ذو العين الكريستالية (آيموند) بتنينه (ڤاجهار) ضده الأميره (ريينس) و تنينها (ميليز) ، سقط الملك آنذاك ، واشيع بأنه مات مع تنينه ! ، ولكن ما كان الجميع يجهله ان (إجون) كان مختبئاً في "دراجونستون" ينتظر إلتئام جراحه ، و (سنفاير) هو الاخر توارى عن الأنظار ليضمد جراحه بدوره مثل ممتطيه ، وفي يوم من الايام عاد (سنفاير) الى مسقط رأسه "دراجونستون" و اصطدم بـ(جراي جوست) ! ، فإذا كان التنين البري يتخفى عن البشر و يصعب إيجاده ، إلا ان هذه الميزه لا تشكل اي صعوبه لدى التنانين ! ،رغم إن (جراي جوست) تنيناً بري و شاذ في اسلوبه عن بقيه التنانين و يتسم بالشراسه ، إلا انه لم يكن نداً لتنين مقاتل عسكري مثل (سانفاير) ! ، وهذا ما حدث ، فتره وجيزة فقط حتى تم إكتشاف جثه (جراي جوست) في "دراجونمونت" محروقه و ملتهم بعضها ،فليس غريباً في ذلك وإن هذه العلامات دلاله على ثوران الوحش (أكل لحوم البشر) كما ادعى أمين "دراجونستون" السير (روبرت كوينز) الذي جهل ان (سانفاير) هو الذي اطاح بالتنين البري في الحقيقه ، لتتفاقم المخاوف عن خروج السيطره في غضب هذا التنين و أن يحلق يوماً و يكون كارثياً اكثر من كونه كارثياً وهو في"دراجونمونت" ! ، حُث على السير (روبرت كوينز) على قتل التنين بإستخدام نخبه من الفرسان ، و لكن امين "دراجونستون" كان متأنياً كفايه في دراسه الاحداث و النظر إليها بإتقان قبل الإقدام عليها ، لن يزعجنا التنين اذا لم نزعجه هذا كان رده لهم ..!
لكن هذه الإجرائات لم تتفق مع نوايا الاميره (بايلا تارجيريان) ابنة الأمير (دايمون تارجيريان) ، الذي زعمت و بشجاعه بأنها تريد ان تتفقد الامر بنفسها ، مدعيه ان (أكل لحوم البشر) لايخيفها و بإمكان تنينها (مون دانسر) ان يتغلب عليه ، شجاعه مفرطه التي ورثتها من والدها و التي لا يعلم ماهو الوصف المناسب لها حقيقه ! .. شجاعه ام حماقه ! .. و لكن السير (روبرت كوينز) حال دون هذه المخاطره و ارغم على منع الاميره من الاقتراب من ذلك الوحش
انتهت الحرب ، و (آكل اللحوم) كان من ضمن التنانين الأربعه التي نجت ، ولكن ماذا حل بها ؟ .. اختفت من الوجود و كأنها لا تسعى في العيش في "دراجونستون" بعد هلاك معظم التنانين في الرقصه الاهلية ، اخر ما ذكر عن (آكل اللحوم) كان في عام الـ132 بعد الفتح ،في يوم وفاه اللورد (كوريلس ڤيلاريون) ، ضرب بجناحيه عباب السماء ولم يعقب ، اختفى و اختفت اسراره و غموضه معه .. كان وحشاً اكثر من كونه تنين ! .. و تنين اكثر من بقيه التناين ..
شكرا