اختلف القراء حول خضوع دورن فمنهم يعتبره نصرا مبين وخسارة فادحة لإيغون والبعض الآخر يعتبره هزيمة فلا شيء يعوض أرواح الدورنين المهولة التي هدرت في هذه الحرب، سنذكر في هذه المقال كل ما دار حول هذا الموضوع ولك أن تقرر سيدي القارئ بعدها إن كان نصرا أو خسارة.
انضم الشمال تحت قيادةتورين ستارك الملك الذي ركع لحكم الملك ايغون تارقاريان الأول وأخواته ( ملكاته ) رينيس وفيسينيا ، و قبلهم التايرل في أراضي المرعى الذين سلموا المرعى لإيغون فنصبهم لورداتا له،والصخرة بعد أن هزم الجيش العظيم المكون من اتحاد لورين لانستر حاكم الصخرة وميرن التاسع حاكم المرعى ، أيضا تم انضمام اراضي العاصفة بعد هزيمة أرجولاك دوراندن الملقب بأرجولاك المتكبر على يد أوريس براثيون صديق ايغون وساعده الأيمن وتنصيبه لوردا لها ، أحرقت هارنهال عن بكرة أبيها وضمت أراضي النهر والجزر الحديدية ، لم يصمد الوادي وحاكمه رونل آرن أمام تنين فيسينيا فاجهار العظيمة وتم استسلامهم في الحين واللحظة حين حطت فيسينيا داخل قلعتهم ووضعت الحاكم الطفل رونل على فخذها لتريه تنينتها وتم الاستلام حين رأت أمه شارا آرن ابتسامة فيسينيا وهي تعد رونل برحلة على ظهر فاجهار فأقلع كحاكم الوادي وحط بعدها كلورد له ، وطار باليريون على ظهره التنين ايغونللبلدة القديمة التي استسلمت بعد أن أخبر السبتون الأعلى اللورد مانفرد عن رؤيا قد رآها فقرر اللورد الحفاظ على البلدة القديمة من النار والدم ، اتحدت الممالك الست ولم تبقى إلا دورن في أقصى الجنوب ، حيث وكلت هذه المهمة للملكة رينيس الأخت الصغرى في نفس الوقت الذي ظفر فيه ايغونبالبلدة القديمة وفيسينيابالوادي ، إلا أن مهمتها كانت أصعب لأن دورن لا تركع .
قبل ضم البلدة القديمة، اتجهت رينييس بأمر من أخيها إلى دورن ، على طريق يسمى ( ممر الأمير ) الذي يعتبر بوابة الى الجبال الحمراء، تصدى لها رجال مسلحون برماح لكنها لم تشتبك معهم بل طارت فوق الرمال الحمراء والبيضاء واتجهت جنوبا نحو فيث(مقر عائلة فيث) لتطلب خضوعهم لكنها وجدت القلعة خالية مهجورة ، فاتجهت للبلدة تحت أسوار القلعة التي لم يوجد بها إلا المسنين والنساء والأطفال، حين سألتهم أين ذهب أسيادكم؟ أجابوها " بعيدا "، أخذت النهر متجها جنوبا الى عطية الآلهة ( مقر عائلة أليريون ) لكن وجدتها قد هجرت أيضا ، لم تستلم واتجهت إلى ملتقى فرع الدم الاخضر بالبحر حيث بلدة بلانكي ( بلدة الأخشاب ) التي امتلئ مائها بمئات من قوارب التجديف والزوارق والمراكب والهياكل الخشبية المتصلة ببعضها بالحبال والسلاسل والألواح لتصنع مدينة طافية فوق الماء ، إلا أنها لم تجد في هذه المدينة إلا النساء المسنات والأطفال.استمر البحث عن أسياد دورن إلى سنسبير المدينة العتيقة(مقر عائلة مارتل) ، وجدت فيها رينيس الأميرة الدورنية ميريا مارتل التي تبلغ من ثمانين عاما وحكمت رجال دورن ستون عاما ، كانت شديدة السمنة ، عمياء ويكاد رأسها يخلو من الشعر إلا من شعيرات قليلة ، جلدها شاحب مترهل وسماها أرجولاك دوراندن ( أرجولاك المتكبر )ضفدعة دورن الصفراء ، لكن لا العمر ولا العمى استطاع ان يطفئ دهاءها .
ميريا مارتل: " لن أحاربك، ولن أركع لك، دورن ليس لها ملك، أخبري أخاك بذالك “.رينيس: " سأخبره، لكننا سنرجع أيتها الأميرة، وفي المرة القادمة سنأتي بالنار والدم “.ميريا مارتل:" هذه كلماتكم، أما نحن فلا ننحني، لا نركع، لا ننكسر، هذه كلماتنا، لكم أن تحرقونا يا سيدتي، لكنكم لن تحنونا، لن تكسرونا، ولن تجعلونا نركع، هذه هي دورن وليس مرغوبا بك هنا، إن عدتي فسيكون هذا على عاتقك ".
رجعت رينيس لأخيها بلا الانتصار المطلوب وكانت هذه أولى الشرارات بين التنين ودورن، أراد ايغون أن يكسب دورن بأقل الخسائر فأرسل مبعوثيه من كبار اللوردات والميسترات والسبتونات للتفاوض مع الضفدعة الصفراء واقناعها بأفضلية ضم دورن لأراضيه ، إلا أن التفاوض استمر لسنه كامله وبلا نتائج، بداية حرب دورن الفعلية بدأت في السنة الرابعة بعد غزو ايغون التنين ، وحينها عادت الملكة رينيس الى دورن كما وعدت بالنار والدم على ظهر ميراكسس العظيمة متجهة جنوبا إلى بلدة الأخشاب الطافية مشعلة إياها بأنفاس ميراكسس ، زحفت النيران من قارب الى آخر الى ان اختنق نهر الدم الأخضر باللون الأحمر الملتهب ، يقال أن الدخان كان يرى من سنسبير ، قفز سكان بلدة الأخشاب الى النهر هربا من غضب رينيس وميراكسس ، أقل من مئة ماتوا من الهجمات والأغلب ماتوا غرقا هربا من النيران ، لكن الدماء قد سفكت واشتعلت الحرب فعليا .
قاد اوريس براثيون ألفا من الفرسان المختارين الى طريق العظام ( وهو طريق أساسي يمر بين الجبال الحمراء يصل ما بين دورن وأراضي العاصفة ) ، أما ايغون نفسه عبر ممر الأمير ( وهو طريق يمر بالجبال الحمراء يصل ما بين المرعى ودورن وأراضي العاصفة ويعتبر كبوابة لدورن ) وخلفه ثلاثين ألفا من الجنود يقودهم ألفين من الفرسان وثلاثمئة من اللوردات وحملة الرايات ، اللورد هارلينتايرل حامي الجنوب قال أن جيشهم يملك قوة أكثر من اللازم لتحطيم أي جيش دورني يقف أمامهم حتى بدون ايغون وباليريون.
كان الدورنيون بالذكاء الكافي لتجنب مواجهة جيش ايغون وجها لوجه فقد علموا أن لا فوز لهم من غير الحيلة ، انسحبوا قبل وصول ايغون وجيشة بعد أن سمموا كل الآبار وحرقوا المحاصيل وكانت أبراج المراقبة مهجورة ومهملة ، وقد وجدت طليعة ايغون أن الطرق العالية عبر الجبال سدت بتلال من الخرفان التي حلق صوفها وتعفن لحمها لا تصلح للأكل ، جيش الملك كان يعاني من نقص بالطعام وعلف الأحصنة بعد عبورهم ممر الأمير ووصولهم لرمال دورن الحارقة ، لذا فقد فصل ايغون جيشة وأرسل اللورد تايرل جنوبا الى هضبة الجحيم ( مقر عائلة أولير التي قال عنهم الدورنون أن نصفهم مجانين والنص الأخر أسوء) بقيادة اللورد أوثور أولير ، أما هو فاتجه شرقا الى اللورد فاولر في مقره المحفور من صخور الجبال المسمى قلعة السماء .
كان الشتاء على الأبواب ، أمل رجال تايرل بشمس أقل حرارة وماء أكثر غزارة ، إلا أن شمس دورن أبت إلا أن تدافع عن أرضها وكانت خير جندي لها ، اشتدت حرارة الشمس والرمال ، والماء كان قليلا شحيحا وتم تسميم كل بئر وواحة في طريقهم ، وازداد استهلاك الماء من رجال وأحصنة في حرارة شمس كتلك ، بدأت الأحصنة تموت ولحقها ركابها ، حملة الرايات تخلوا عن الرايات المرفوعة والفرسان تخلوا عن دروعهم الثقيلة الحارقة وخسر اللورد تايرل ربع رجاله وكل أحصنته مستسلمين للرمال الدورنية ، وحينما وصلوا أخيرا الى (هضبة الجحيم ) وجدوها مهجورة .
لا يمكن القول أن هجوم أوريس براثيون كان أفضل ، أحصنته تعثرت بالطريق الصخري الضيق والملتوي ولم تستطع النزول للطريق المنحدر حيث كان الدورنيون يحفرون طريقهم عبر الجبل بخطوات صخرية تساعدهم على المشي وكانت الصخور تتقاذف على رؤوسهم من أعلى طول الطريق ( بفعل الدورنين المتخفين في الجبال) ، وصل طابور الجنود تقاطع طريق العظام مع النهر وحين عبورا جسرا على النهر ظهر رماة الدورنين فجأة ممطريهم بمئات الأسهم على حين غفلة ، فأمر اللورد أوريس براثيون رجاله بالتراجع لكن صخره عملاقة سدت طريقهم ، بلا سبيل للهروب تم ذبح رجال أراضي العاصفة كخنازير في حظيرة ، إلا اللورد أوريس براثيون تم احتجاز مع القليل من اللوردات الذين قدر الدورنيون أنهم يساون فدية جيدة ، تم احتجازهم من قبل اللورد ويل من عائلة ويل ( عشيرة همجية تسكن منطقة الجبال وبداية نهر ويل) .
أما إيغون تارقاريان نفسه فقد حضي بغارة أفضل ، اتجه شرقا الى سفوح الجبال حيث الماء الجاري من أعلى الجبال يزودهم بما يحتاجونه للشرب ، أخذ قلعة السماء( مقر عائلة فاولر ) غصبا ، وفاز بيورينود( مقر عائلة يورنود شمالا ) بلا جهد يذكر ، وقد توفى لورد (الربوة) حديثا فاستسلمت حاشيته بلا قتال ، فاتجه أكثر للشرق الى (تل الأشباح ) فأرسل اللورد تولاند مبارزا يتحداه وقبل ايغون المبارزه ، قتل ايغون المنافس بلا ادنى مجهود ليكتشف لاحقا أنها مزحه ثقيلة المعيار وأن المبارز لم يكن إلا مهرج اللورد تولاند قاصدا بها أن ايغون لا يشكل تحدي حقيقي ولهذا يعتبر شعار عائله تولاند تنين أخضر يعض ذيله ، لكن اللورد تولاند اختفى تماما بعد أن اغضب التنين، اتجه ايغون أخيرا الى سنسبير التي هجرت أيضا ولم يجد إلا اخته رينيس التي سبقته بعد أن أحرقت بلدة الأخشاب وأخذت غابة الليمون وسبوتزوود وبلدة المياه العكرة بعد أن لم تجد فيها إلا المسنات والأطفال الذين قدموا لها فروض الطاعة وكل الاحترام، ثم انطلقت باحثة عن الضفدعة الصفراء ميريا مارتل لكنها اختفت وكأن الأرض ابتلعتها .
ما كان من إيغون إلا أن يعلن انتصاره في القاعة الكبرى في سنسبير بعد أن جمع ما تبقى من كبار اللوردات وأعلن عن ضم دورن الى الممالك وأصبحت سبع ممالك ، وأنهم أصبحوا تحت ملكه وأن أمراءهم السابقين متمردين وخارجين عن القانون وأمر بجائزة على رأس كلا منهم خاصة الضفدعة الصفراء ميريا مارتل ، أعلن ايغون اللورد جون روزبي آمرا لقلعة سنسبير وحاميا لدورن ليحكمها باسمه وعين لكل القلاع الباقية لوردات ثم عاد بعدها شمالا .
لم يكد يصل ايغون الى كنقزلاندق حتى اندلعت الثورات في دورن مجددا وتمت استعادة قلعة السماء ، يورينود ، الربوة وتل الأشباح في اسبوعين وقتل اللوردات والحامية فيها بعد أن تم تعذيبهم لفترة طويلة ، يقال أن لوردات دورن كانوا يتراهنون على من سيبقي أسراه على قيد الحياة فترة أطول بعد تقطيع أطرافهم ، اللورد روزبي حضي بميتة أرحم من غيره ، حيث تم ربط يديه وقدميه معا وسحله الى قمه برج سبير ورميه من الأعلى من قبل الضفدعة الصفراء ميريا مارتل نفسها.
لم يبقى إلا اللورد تايرل في قلعة هضبة الجحيم وهي قلعة حصينة منيعة تقع بالقرب من نهر الكبريت ، وهو نهر ملوث واسماكه غير قابلة للأكل ، تحدهم عائلة كورجايل مقرهم ساندستون من الغرب يقطعون أي مستطلع أو دوريات للبحث عن الطعام ، ومن الشرق تحدهم فيث ، كانت خطة تايرل أن يجمع ما بقي لديه من قوة ويستولي على فيث وبعدها الى سنسبير لمعاقبة قاتلي اللورد روزبي ، لكنه خلال رحلته شرق هضبة الجحيم اختفى هو وجيشة بأكمله وكأن الرمال قد ابتلعته .
استمرت الحرب لست سنوات من الغارات والاغتيالات والحروب والهدن الغير مكتملة ، وفي السنه السابعة أرسل قائد عشيرة ويل الملقب بعاشق الأرملة أوريس براثيون ومن معه من لوردات مقابل وزنهم ذهبا ، إلا أن أياديهم التي يحاربون فيها بالسيف تم تقطيعها كي لا يرفعوا سيفا في وجه دورني مرة أخرى ، لم يكن ايغون ليسكت عن مثل هذا وامتطى بالريون العظيم واتجه الى معقل عائلة ويل في الجبال وحول أبراج المراقبة الى كومة من الصخور المصهورة ، غير انهم اختبئوا في الكهوف والأنفاق ولم يمت عاشق الأرملة إلا بعد عشرين سنة اخرى .
السنة الثامنة كانت سنة جفاف لذا شنت دورن غارات على رأس الغضب باستخدام سفن مموله من ملك جزر الأعتاب مهاجمين بلدات وقرى ومشعلين النيران التي وصلت الى الغابة المطيرة كما سمتها ميريا مارتا( نار لأجل النار ) ، لم يسكت ايغون بالطبع فأرسل فيسينيا على متن فاجهار ممطرة سنسبير ، غابة الليمون ، تل الأشباح والربوة بوابل من النيران ، ولم يكتفي ايغون بل عاد في السنة التاسعة على ظهر بالريون ومعه فسينيا على ظهر فاجهار ليكمل سلسلة الحريق على حجر الرمل ، فيث وهضبة الجحيم .
جاء الانتقام الدورني في السنة التي تليها حين زحف جيشين دورنين الأول بقيادة اللورد فاولر الى ممر الأمير متجه للمرعى بسرعة فائقة لدرجة انه كان باستطاعته ان يحرق كل القرى التي يمر بها وأخذ قلعة التغريدة مقر عائلة كارون دون ان يشعر العدو بقدومه والثاني بقيادة السير جوفري داين من مقره ستارفول الى البلدة القديمة ، حين وصل الخبر الى البلدة القديمة أرسل اللورد هايتاور ابنه آدم بقوة كبيرة لاسترجاع قلعة التغريدة، خطوة توقعها الدورنيون مسبقا ، كانت أسوار البلدة أقوى من جيش داين لكنه أحرق الحقول والمزارع والقرى الى عشرين فرسخ حول البلدة وقتل ابن اللورد هايتاور الأصغر جيرمون حين حاول الهجوم عليه ، حين وصل السير آدم الى قلعة التغريدة وجدها حطام محترق بعد أن تم قتل الحامية فيها ، أما اللورد كارون مالك قلعة التغريدة تم أسره وأخذه الى دورن هو وزوجته وابناءه ، رجع السير آدم فورا الى البلدة ليحررها من الغزاة لكن السير جوفري قد رجع مسبقا وذاب في جبال دورن.
مات اللورد مانفرد هايتاور تاركا البلدة القديمة بيد ابنه السير آدم لودرا لها ، طار ايغون على ظهر باليريون الى هايقاردن ليستشير حامي الجنوب اللورد ثيو تايرل ( ابن اللورد هارلين تايرل الذي اختفى هو وجيشه في رمال دورن بلا أثر)، لكن اللورد الصغير كان مترددا بخصوص الهجمة القادمة على دورن بعدما حدث لوالده .
قرر ايغون أن يحرق دورن مجددا وامتطى باليريون الأسود متجها الى قلعة السماء متوعدا بتحويلها الى هارنهال الثانيه ، اتجهت فيسينيا على متن فاجهار الى ستارفال ورينيس على ظهر ميراكسس الى هضبة الجحيم ، تنانين التارقاريان مدربة على الحروب وتفادي السهام ، حراشف التنين البالغ اصلب من الفولاذ والرماح نادرا ما كانت تخترقها ، لكن ميراكسس طارت فوق هضبة الجحيم تنفث النيران على كل ماتقع عيناها العملاقتين عليه بأمر من رينيس ، على أعلى برج في الهضبة كان مقاتل يرقب ميراكسس بعين ثاقبة مصوبا مرجام ( سلاح روماني قديم ) برمح كبير باتجاهها وأصابها في عينها ، لكنها لم تمت في اللحظة بل تهاوت على الأرض محطمة كل ما يجيئ تحتها بألم قاتل ، حطمت البرج العالي وجزئ من أسوار القلعة في نوبات ألم شديدة متجهة الى الأسفل ، ضل لغز الملكة رينيس غامضا فلم يعلم أحد إذا ما كانت نجت من السقطة أم انها ماتت مسحوقة تحت ميراكسس ، قال بعضهم أنها فقدت توازنها وسقطت من على التنين قبل وصوله الأرض ، زعم البعض أنها نجت من السقطة لتموت ميتة أشنع وأبطئ معذبة في زنازين أولير ، بغض النظر عن الظروف ماتت رينيس تارقاريان الملكة والأخت الصغرى لايغون تارقاريان في السنة العاشرة للغزو في دورن.
كان انتقام ايغون وفيسينيا أعنف من أي غضبة سابقة ، عاصفة من الغارات النارية الحارقة على دورن على مدار سنتين ، كل قلعة وبرج في دورن احترق ما لا يقل عن ثلاث مرات ذهابا وإيابا وتحولت الرمال حول هضبة الجحيم الى زجاج مصهور ملتهب ، أجبر كل لوردات دورن على الاختباء من غصب التنين وحتى هذا لم يكن كافي لضمان نجاتهم ، اللورد فولر ، اللورد فيث ، الليدي تولاند وأربع من لوردات هضبة الجحيم تم قتلهم واحدا تلوا الاخر حيث تم وضع فدية من ذهب على رأس كل لوردات دورن ، إلا أن فقط اثنان من القتلة استطاعوا الخروج من دورن على قيد الحياة ليأخذوا ذهبهم ، الثلاثة الآخرون تمت تصفيتهم ، أولهم اللورد كوننجتون من وكر الجرافن قتل في رحلة صيد ، اللورد مارتنز من خشب الضباب سمم وجميع عائلتة ببرميل من النبيذ الدورني المسمم ، لورد فيلوود تم خنقه في احدى الحانات في كنقزلاندنق ، لم تقف الاغتيالات عند هؤلاء القتلة بل طالت الملك وأخواته نفسهم ، الملك ايغون نفسه نجى من ثلاث اغتيالات وكاد يقتل فعليا في اثنين منهما لولا حرسه ، أما الملكه فيسينيا تمت محاولة مهاجمتها في إحدى الليالي وتم قتل اثنان من مرافقيها قبل أن تقتل المغتال الأخير بسيفها دارك سيستر .
من أبشع انتهاكات تلك الحرب الغير منتهيه كانت في السنه الثانية عشر بعد الغزو ، حينها اتجه ويل من ويل الملقب بعاشق الأرملة الى زفاف السير جون كافرن وريث ( فاونتن ) وأليس أوكهارت ابنه اللورد اوكهارت بلا دعوة ، دخل عنوة من بوابة خلفية بمساعدة خادم خائن، قتلوا اللورد أوكهارت وأغلب الضيوف بوحشية ، وقتلوا السير جون بعد أن أخصوه أمام عروسه ثم تناوبوا على اغتصابها هي ووصيفاتها ، بعدها باعوهن كعبيد .
حينها كانت دورن صحراء متفحمة ، تعاني من الكوارث والمجاعات والاوبئة ، ( الأرض المنفجرة ) قد سماها التجار القادمين من المدن الحرة ، لكن الى الان لايزال المارتل لا ينحنون ، يلا يركعون ولا ينكسرون ، قال فارس دورني حين وقع في الأسر لفيسينيا أن الضفدعة الصفراء تؤثر الموت لكل شعبها على أن يكونوا عبيدا لدى التارقاريان وردت فيسينيا أنها وأخيها لهم شرف إسعادها بذالك ، في السنة الثالثة بعد الغزو استطاع الزمن أن يفعل مالم يقدر عليه أي تنين ، ماتت الضفدعة الصفراء على فراشها ، ( نشرت عنها اغرب إشاعة وهي أنها ماتت وهي تعاشر فحل حصان ) ، خلفها ابنها نيمور كأمير لدورن ولورد لسنسبير بعمر الستين وبصحه سيئة ، لم تكن لنيمور النية باستمرار المذابح الغير منتهية بين الطرفين فأرسل وفد الى كنقزلاندنق على رأسهم ابنته ووريثته ديريا مارتل للتفاوض على شروط السلام بينهم ومعها جمجمة ميراكسس كعربون سلام ، قوبل عرض نيمور للسلام بالمواجهة العنيفة في البلاط ، أعلنت الملكة فيسينيا الرفض التام للسلام وردد مجلس الملك كلماتها ( لا سلام بلا ركوع ) ، أوريس براثيون الذي عانا الأمرين جراء بتر يده أعلن عن رغبته في إرجاع الأميرة الى دورن بيد واحده ، اللورد اوكهارت الذي لم ينسى ما حصل في زفافهم السابق أرسل رساله أعرب فيها عن رغبته الشديدة في بيع الأميرة في مواخير كنقزلاندق وأن ينكحها كل متسول في المدينة ، لكن الملك ايغون رفض كل تلك الاقتراحات ووضح أنه لا ضرر سيمس المبعوثة .
كان ايغون مرهقا من الحرب حينها ، لكن لا مجال لقبول السلام لأنه سيعني أن موت رينيس وميراكسس وكل الدماء التي سفكت كانت بلا هدف ، وحذره المجلس الصغير بأن قبوله لسلام كهذا سيظهره بموقف ضعف وسيشجع على نشوب ثورات جديدة ، وعلم أيضا أن المرعى و أراضي العاصفة قد عانوا الكثير ولن يسامحوا أو ينسوا ، حتى في كنقزلاندنق لم يكن ايغون ليسمح للدورنين بالخروج بلا حرس أشداء خوفا عليهم من عامة الشعب ، لكل هذا الغضب كان لابد أن يستمر ايغون وكانت هذه نيته فعلا ، إلا أنه في أخر لحظة وبعد أن علمت ديريا أنه لا أمل هنالك بقبول سلام أبيها أخرجت رساله سرية وأعطتها ايغون ( لك وحدك يا جلاله الملك ) ، قرأ ايغون الرسالة في البلاط بوجه جامد وبصمت وهو جالس على العرش الحديدي محكما قبضته عليه حتى سالت الدماء من يده ، أحرق الرسالة ولم يخبر أحد بمحتواها ، لكنه في الليلة ذاتها امتطى باليريون واتجه الى دراقنستون ، وحينما عاد في اليوم التالي قبل بكل شروط نيمور وبعدها تم التوقيع على معاهدة سلام أبدية مع دورن ، والى هذا اليوم لم يعلم أحد ما كتب في تلك الرسالة ، ادعى بعضهم انه نداء بسيط من أب الى أخر ، كلمات تمس القلب وترجو الموافقة من ايغون ، وقال آخرون انها قائمة بأسماء بكل اللوردات والفرسان النبلاء الذين لقوا حتفهم في هذه الحرب ، أحد السبتونات كان متأكدا أن الرسالة كانت مسحورة ، وقد كتبت بأمر من الضفدعة الصفراء قبل موتها بدم الملكة رينيس حتى يكون السحر أقوى من أن يقاومه ايغون ، المايستر الأكبر كليج الذي أتى الى كنقزلاندق بعد المعاهدة بسنوات قال أن دورن لم يكن لديها القوة الكافية للقتال ، وانه يعتقد أن الأمير نيمور هدد ايغون باستئجار أحد الرجال عديمو الوجه من برافوس لقتل ابنه ووريثه اينيس ابن رينيس الذي يبلغ من العمر ست سنوات .امتدت الحرب الدورنيه من السنه الرابعة حتى السنه الثالثة عشر بعد الغزو واتحدت الممالك بعدها ، الضفدعة الصفراء فعلت مالم يقدر على فعله هارن الأسود و تورين ستارك والملكين الآخرين ، لقد هزمت ايغون وتنانينه لكن بمساعدة جبال ورمال دورن ليس إلا ، ( الشجاعة الدورنية ) أصبحت كلمة سخرية في الممالك السبع تطلق على الجبناء المختبئين ( الضفدعة الصفراء تختبئ في جحرها حين يتم تهديدها ) ، ( ميريا مارتل تحارب كامرأة ، بالأكاذيب والخيانة والشعوذة ) ، اعتبر البعض أن نصر دورن ( إذا ما اعتبرناه نصرا ) كان بلا شرف ، وأخيرا جلس ايغون على عرشه بسلام.
شكرا